.. طع ــون قلب..

السلام عليكم..

شحالكم يا عرب الخوااطر؟؟

زماان عنج يا قلعة الخوااطر، من زماان ما طرحت شي..

و اليوم حابة إني أشارككم آخر اللي كتبته..








..طع ــون قلب..

يقال بأن للجسم ملك يحكمه..

هو الآمر الناهي..

و له من السلطات المطلقة ما ليس لغيره من أعضاء..

حتى العقل ينحي أمام رغباته و طلباته..

بالرغم من أنه قطعة عُرف إنها صغيرة لا تكاد تتجاوز حجم الكف..

يقبع خلف أضلع تحميه كطفل خائفٍ يختبئ خلف أمه..

إلا أنه صاحب الكلمة الوحيدة.. الأولى و الأخيرة.. صاحب السلطة العليا..

××

إنه القلب، ذلك العضو الذي جارت حمرته حمرة أزهار الجوري الحمراء..

إنه مصدر كل تلك المشاعر و الأحاسيس المرهفة الجياشة..

إنه كالبئر العميق يحوي كل شي و يضمه بصمت.. برحابةٍ بدون أن يفشيه..

يتحمل ألم.. قهر.. حزن و هموم السنين دون أن يبوحها لأحد..

حتى و إن امتلأ فهناك دوماً متسع لضيق زمن ٍ جديد..

إنه و باختصار منبع كل ذلك الحب و الحنان..

××

كلما مرت الأيام كلما زادت قسوة ما يحتويه..

و لازال يكتم بداخله.. يحاول .. يجتهد حتى لا يصل إلى تلك اللحظة التي ينفجر فيها كالبركان..

يكاد ينجح في مسعاه.. و لم تبقى أمامه سوى خطوات أخرى صغيرة تفصله عن الراحة..

ولكن أصحاب القلوب الغادرة أبوا إلا أن يلحقوا به الأذى..

حاولوا أن يثنوه عن ما عزم عليه.. يوقفوه عن المسير.. يعرقلوه في الطريق..

لكنه و في كل مرة ٍيُطعَنُ فيها يقف ثابتاً كالجبال الشامخة..

و بخطوات ٍ ثابتة ٍ يُكمِلُ المسير نحو هدفه المنشود..

××

و كلما اقترب من النهاية كلما زادت قسوة تلك الطعون..

و كانت تلك الطعنة الأخيرة..

بخنجرٍ مسموم بعطر المحبة.. الأخوة و الصداقة..

هاج في نفسه أن يلتفت إلى الوراء ليرى من صاحب تلك الطعنة المميتة..

ضِحكة ٌ تتسللُ إلى مسامعه.. لا يُعقلْ.. إنها مألوفة لديه.. يعرفها..

يعشق سماعها.. إنها لصاحبه.. لصديقه.. لمن كان يعتبره مثل أخيه..

يا لقسوة القدر.. يا له من ألم.. و يا له من خنجر غُرس..

و يا له من شعور قاس.. عندما أيقن أن أقرب الناس له هو من غدر به..

تلك الأيدي الحانية اللي لطالما أمسك بها.. يشد من أزرها.. يساندها..

هي الآن ترد له الدين.. تنتزع منه الحياة.. و ترسله إلى العالم الآخر..

حقا ً نحن في زمن ٍلا يعترف إلا بالخيانة..

زمن بات فيه الوفاء و الإخلاص من شيم الضعفاء..

زمن لا يعترف إلا بمبدأ الأنانية و حب الذات..

زمن أصبحت فيه الصداقة عملة رخيصة رخص التراب..

زمن تكسرت به أواصر الأخوة.. زمن شهد تحول الأحباب إلى أغراب..

زمن كثرت فيه طعون الغدر من الأقراب..

كنتَ يا قلب نبراساً للحب الأخوي في الله.. حُبٌّ نَدُرَ وجوده في زمن المصالح..

كنت و كنت و كنت و الآن ولى زمانك و انمحت ذكراك من الأذهان..

××

نظرة أخيرة.. بسمة مرسومة.. دمعة مكتومة.. ضحكة مخنوقة..

لذة انتصار واضحة في الأعين.. كأنها نجوم لامعة في ليلة سماءها صافية..

و مع تلك الالتفاتة الأخيرة.. سقط جثة هامدة.. سقط و هو يذرف الدمع على من كان في يوم أعز
من أهله.. و اليوم هو من تسبب في موته..

و مع موته.. موت القلب.. مات كل شي.. المشاعر.. الأحاسيس الصادقة.. و انقلبت الدنيا إلى سوادٍ
في عينه لتعلن عن رحيله..

××

بانتظارر أرائكم..

تسلم اخوي والله لاهناك