منتديات العيناوي يجرح ويداوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العيناوي يجرح ويداوي


2 مشترك

    من قريتي.. حبٌ ونُكران..

    روح الفتك
    روح الفتك
    مراقب سابق بالمنتدى


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009

    من قريتي.. حبٌ ونُكران.. Empty من قريتي.. حبٌ ونُكران..

    مُساهمة  روح الفتك الأحد يوليو 05, 2009 3:54 pm

    في قريتي الصغيرة..


    بمحاذاة النهر الجاري..


    وبالقرب من غابة السنديان..


    شهر أيلول الصامت..


    جدائل تبحث عن أرض لها...


    ومقص يستعد لسلب السرمدية المغناة..


    وقطرات من الدمع تنساب بانهيار..


    وظل على مقعد يكاد يموت خنقا..


    .


    .




    أراها..


    وقيثارة بأوتار ممزقة..


    وكمان ملقى على الأرض..


    وصمت مهيب..


    .


    .


    أثار للحوافر تبتعد..


    وصهيل الخيل يبعث بصداه..


    وتمايل الشجر قد أبطى الخطوات..


    ولجام قد أضحى وحيدا هناك..


    .


    .


    اقتربت منها ودنوت..


    وهمست لها بحذرٍ منكوب..


    " لماذا تبكين؟"


    .


    .




    وكأني قد اعلنت الحرب..


    وأطلقت صافرة الممات..


    وامرت الجيوش بالاحتشاد..


    وسلبت الحياة ألوان الغرام..


    وأفنيت صكوك الغفران..


    .


    .


    رفعت رأسها..


    ونظرة أحرقتني..


    وصرخت بصوت الفؤاد المذبوح حيا..


    " أتجهلين أحزاني ؟"


    .


    .


    أخافتني لبرهت..


    وآسرتني لأعوام..


    عندما أخفضت الاهداب..


    وأغلقت أبواب الجفون..


    وقالت..


    " أكرهه رغم حبي..


    وأقتله رغما عني..


    وأمضي إلى مقصلتي..


    وأضحي بروحي قربانا..


    لعله يعيش من دوني..


    سعيداً ..


    مع غيري..


    اجبارا من قُربي.."


    .


    .




    ابتعد قليلا..


    لأسقط أرضا..


    والخصلات تتناثر..


    ودمع يترقرق..


    لنغرق معاً..


    ونموت..


    .


    .




    صورة تتكرر..


    في أزمنة متتالية..


    وعصور مختلفة..


    ولكنها في كل عام تبيد..


    آلاف النساء..


    وتحجب وجوه الاعترافات..


    .


    .




    اليوم..


    وأنا اتسكع في الطرقات..


    والكثير من الندوب على يدي..


    أراها..


    في ركن من المقهى الفرنسي..


    ترتدي وشاحا أصفر اللون..


    ترتشف قهوة سوداء..


    وقطعة من السكر تذوب..


    وفتات الخبز على الأرض..


    وحيدة..


    كما في غابة قريتي..


    .


    .




    احترت في قربي..


    وتجرأت لحظة النهوض..


    فافتعلت صدمة طاولة صغيرة..


    أردت سماع صوتها..


    امساك معصمها..


    قراءة عمرها..


    فهم ماضيها...


    .


    .


    ذات الأهداب تئن..


    والرعشة تستعري الانتباه..


    فقالت بخافت الصوتِ..


    " أمازلتِ غريقة؟"


    .


    .




    أردت لحظتها عيش ابتلاع الأرض..


    الاختفاء من وجود الشمس..


    كيف لها أن تجيب هكذا؟؟


    أفعلا هي تعيش؟؟


    تستنشق الهواء؟؟


    .


    .




    ابتسمت..


    " كفاكِ تساؤلات ..


    مُدي يدكِ للخارجين هناك...


    لا تغرقي في الدوامات السوداء...


    فليس لكِ في القاع من انتصارات..


    فأنتِ فتاة... يُسلب منها القرار..


    فلا تموتي في القعر..


    ودعي الأجيال تُكمل الدائرة..


    وصاحبي الوجوه..


    وابتسمي..


    كما ابتسم أنا...


    لتشربي قهوتي السوداء..


    في زواية منسية..


    مع أوهام.. "


    .


    .


    رحلت عني..


    وتركتني من جديد..


    لأعود بعدها إلى غرفتي..


    في فندق ترتطم فيها الأشياء الثمينة..


    الطابق العاشر..


    اخضرار مائل للهدوء..


    وزُرقة تنعكس على الجدران..


    وظلال السابحين فيه تموج..


    وصخب الأطفال وهم يلهون..


    أعود فقط لسريري المزدوج..


    وحيدة..


    جريحة..


    .


    .




    أسمعه من جديد..


    وأنفاسي تتنافس..


    والفواصل تتراقص...


    فيقول بهدوء..


    " عُدتِ أميرتي..


    ما أسرع عودتكِ تلك.."


    .


    .




    أدركتُ في النهاية..


    فشلي..


    هزيمتي النكراء..


    هروب آخر الجيوش..


    وسقوط القلاع الأخيرة..


    بأنني مجرد نزوة عابرة..


    هواء يُستنشق من غيري..


    لأخرج من دواخلهم حزينة..


    بعد بعث الحياة في دمائهم..


    .


    .




    يا هذا..


    أتُراني فعلا أتوهم..


    أعيش على شفا حفرة من الجهل..


    أم مجرد محض افتراءات من تلك الفتاة..


    بأنني لست كما قالت أزمنةالغابرين التائهين؟؟


    .


    .




    أجبني..


    ولا تدعني هكذا..


    .


    .




    نعم..


    قد أقولها بملء إرادتي..


    وقد أُخفيها بقوة احتمالي..


    ولكنها حقيقة..


    رغم صعوبتها..


    وتاريخ انتهائها..


    فأنا أحبك..


    .


    .




    نعم أقولها وأكتبها..


    كلما أسدل الليل جفونه..


    وأشرقت الشمس بأهدابها..


    فأنا عذراء الحب لك ..


    فمن أنت الآن


    مجرد عُرف..


    أم مجرد رذاذ من العادات؟؟


    .


    .




    أظنها نهاية..


    فلا حب يأتي مع الريح..


    ولا عشق يمضي مع السيل..


    مجرد ظنون..


    تعتليها قمم من الجنون..


    .


    .




    سيدتي الصغيرة..


    أصبتِ..


    فليس لنا في الدار من بقاء..


    فكيف إذا لنبتة صغيرة أن تنمو في الصحراء..


    دون ماء أو سحاب؟؟


    .


    .




    ها أنا أقف..


    وشرفتي تطل على مناظر عجيبة..


    واعترف..


    يكفيني غرقا لأجلك..


    فما انت إلا عابر سبيل..


    هنا..


    .


    .




    ظلي..


    ستبقى معي..


    ولكن كما كنت في الأزل..


    مجرد ظلٍ لا غير..


    لا وجود لك في الليل..


    ولا سكون لك في النهار..


    مجرد وهم من رماد..


    .


    .




    " كثيرا ما نقرأ عن أوجاع الآخرين.. ونرى تألم الراحلين... ونشهد بكاء المحتضرين.. ولكن من أصعبها عندما ننكر بعض من أحلامنا.. ونُجبر النفس على الرضى.. رفقة بالآخرين.. فنعيش الندم.. يوم بعد يوم.. وعام بعد عام.. وهكذا دواليك.. إلى أن نموت من الأسئلة.. "


    .


    .
    بنت الغلا
    بنت الغلا
    مشرفه سوالف بلا زعل
    مشرفه سوالف بلا زعل


    عدد المساهمات : 61
    تاريخ التسجيل : 04/07/2009
    الموقع : ـ

    من قريتي.. حبٌ ونُكران.. Empty رد: من قريتي.. حبٌ ونُكران..

    مُساهمة  بنت الغلا الأربعاء يوليو 08, 2009 4:40 pm

    مشكووور ياخوي ع الطرح cheers
    روح الفتك
    روح الفتك
    مراقب سابق بالمنتدى


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009

    من قريتي.. حبٌ ونُكران.. Empty رد: من قريتي.. حبٌ ونُكران..

    مُساهمة  روح الفتك الجمعة يوليو 10, 2009 12:11 pm

    بنت الغلا كتب:مشكووور ياخوي ع الطرح cheers
    مشكوره اختي ع الرد السريع

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 11:15 pm